حرمة الغش خطبة جمعة
ملخص الخطبة
| |||
1- مثارات الذنوب. 2- محاربة الإسلام للغش. 3- ذم الغش. 4- من صور الغش.
| |||
الخطبة الأولى
| |||
أمّا بعد: فيا أيُّها المسلمون، أوصيكم ونَفسي بتقوَى الله جلّ وعلا؛ فبِها تحصُل السعادةُ ويتحقَّق الفلاحُ والنّجاة.
إخوَةَ
الإسلام، يقول أهل العلم: تنحَصِر مَثاراتُ الذنوبِ في صفاتٍ منها أوصافٌ
شيطانيّة، هذه الأوصافُ الشيطانيّة يتشعَّب منها الحسَد والبغيُ والحِيَل
والخِداع والمَكر والغشّ والنِّفاق والأمرُ بالفساد ونحو ذلك.
ألا
وإنَّ أعظمَ ما حارَبه الشرعُ المطهَّر الغشُّ بشتى أنواعِه ومختَلف
صوَرِه وفي جميعِ الميادين وكافّةِ مجالاتِ الحياة، يقول جل وعلا:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
عبادَ الله، الغشُّ طريقٌ موصِلٌ إلى سَخَط الجبّار جلّ وعلا، ووسيلةٌ إلى دخول النارِ، وسببٌ لحِرمان البركةِ في هذهِ الدّار، يقول
![]()
ومن منطلَق هذه النصوصِ العظيمة عدَّ أهلُ العلم الغشَّ بسائِر أنواعِه من الكبائرِ لنفيِ الإسلامِ عمّن فعله.
إخوةَ
الإسلام، إنَّ المتأمّل في واقعِ بعضِ الناسِ اليومَ يجدَ تفنُّنًا في
الغشّ وتحايلا في التمويهِ والتزويرِ والخِداع؛ مما لا يُرضي اللهَ جل
وعلا، ومما يُخشى معه من عقوباتٍ نازلةٍ ومَثُلاتٍ واقعة.
فاتَّقوا الله عباد الله، واحذروا سخَطه وأليمَ عقابه.
معاشرَ
المسلمين، الغشُّ يدخل في مجالاتٍ كثيرةٍ، منها الغشّ في النّصيحة، والغشّ
مِن الحكّام للرعيّة، والغشّ في أمور الزواج والنكاح، ولكن أظهرُ صوَرِه
وأكثرُها انتشارًا في مجتمَعات المسلمين الغشّ في المعاملات المالية.
فإنّ
من الممارساتِ البعيدةِ عن شرع الله جل وعلا ما يحدثه بعضُ الناس بعض
المتعامِلين في المعامَلات الماليّة بيعًا أو شراءً أو غيرهما من الغشِّ
الذي قاعِدتُه إظهارُ ما ليس في باطن الأمر ممّا لو اطّلع عليه المتعامِل
لا يرضى به ولا يبذل ماله فيه، وما يكون أيضًا من التصرّفات مبنيًّا على
الكذِب وعدَم البيان بحقيقةِ الحال، وما يكون فيه كتمُ ما لا يحمَد في
السّلَع بشتى أنواعها، كإخفاءِ العيوبِ أو إظهار ما ظاهِره الحُسن وباطنُه
القبيح المستتر، وسواءٌ كان في ذاتِ السِّلعة أو عناصِرها أو وزنها أو
صِفاتها أو مصدرها.
قال
![]() ![]()
إخوةَ
الإيمان، ومِن صور الغش ما يفعله بعض المتعامِلين في أيّ تعامُل ماليٍّ من
الحَلف على مَدح معامَلته أو سِلعته وكونها حسَنةً وهو في باطِن الأمر
كاذبٌ مخادِع، قال
![]()
ومن
صور الغشّ النَّجش، وهو الزيادة في ثمن السّلعة وهو لا يريد الشراءَ،
وإنما يريد التغريرَ بالمشترين والحَاضرين للسّلعة ويريد نفع البائع، فقد
نهى النبيّ
![]()
ومن ذلك مَن يمدح سلعةَ غيره ويطلبها بالثّمن ثم لا يشتَري، وإنما يريد أن يُسمِع غيرَه ذلك الأمرَ حتى يزيد في الثمن.
إخوةَ
الإسلام، ومن المجالات التي يقع فيها الغشّ ما يقع كثيرًا في المقاولاتِ
المعماريّة، ومن ابتُلِي بالقضاء عرَف ذلك كثيرًا في واقع المسلمين، بحيث
يهمِل المقاوِل في تنفيذِ العّقد ويخالِف في الشروطِ حالَ غفلةٍ من صاحِب
الشأن أو عدَم معرفتِه بما يقَع معه ما لا يحمَد عُقباه من النتائج السيّئة
والعواقب القبيحة، وسواءٌ كان ذلك مع الأفراد أو مع الدّوَل، فكلّ ذلك
محرّمٌ في شريعة الله جل وعلا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
![]() ![]()
بارك
الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والبيان، أقول هذا
القول، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو
الغفور الرحيم.
| |||
![]()
الخطبة الثانية
| |||
الحمد
لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلا
الله وحده لا شريك، وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله،
اللّهمّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه وعلى آلهِ وأصحابه.
أمّا بعد: فيا أيّها المسلِمون، أوصيكم ونفسي بتقوَى الله جلّ وعلا، فهي وصيّة الله للأولين والآخرين.
إخوةَ
الإسلام، من أنواع الغشّ في المعاملات المالية الغَبنُ الفاحش بالمسلمين،
فإذا كان المشترِي لا يعرِف قدرَ قيمَة السِّلعة ولا يحسِن المماكسَة –أي:
المجادلة في انتقاصِ الثمن أو الاستحطاط منه- فلا يجوز لبائعٍ أن يستغلَّ
هذه الصّفة فيبيعه سِلعةً بأكثر من ثمنِها المعتاد جهلا مستغلاّ جهلَ
المشتري وانخداعَه بالسوق، فإن ما نسمَعه بأنَّ البيعَ والشراء شَطارةٌ
وكياسة ليس ذلك من الشرع.
قد كان أحدُ الصحابة رضي الله عن الصحابَة أجمعين يُخدَع في البُيوع، فاشتَكى إلى النبيِّ
![]() ![]()
ثمّ إن الله جلّ وعلا أمرَنا بأمرٍ عظيم، ألا وهو الصلاة والسلام على النبيّ الكريم...
حرمة الغش خطبة جمعة
|
تعليقات