فضيحة مدير مديرية أوقاف القاهرة بالمستندات والوثائق

فضيحة مدير مديرية أوقاف القاهرة بالمستندات والوثائق

وزير الأوقاف القوصي

كتب أحمد عثمان فارس (المصريون): | 09-09-2011 23:06

كشف الشيخ حسن محمد طريف محمد مدير إدارة أوقاف المرج بالوثائق والمستندات لـ "المصريون" عن تعمد الشيخ محمد عبد الرحمن بدر مدير مديرية أوقاف القاهرة ضم مساجد وزوايا "وهمية لا وجود لها"، وأخرى موجودة يقوم بضمها "أكثر من مرة بشوارع مختلفة".
وقال إن على الرغم من علمه التام بسقوط الدولة اقتصاديا وانهيارها ماديا، إلا أنه مع ذلك يتعمد تكليف ميزانية الدولة فوق طاقتها بتعيين عمال جدد في أماكن وهمية الموجودة، متهما إياه بالحصول على مقابل منهم جراء تعيينهم.
وذكر أسماء عدد من الزوايا والمساجد التي وقعت بها مخالفات ضم، ومنها زاوية "ضياء الإسلام"، الكائنة بـ 9 شارع عبد العاطي شراقي بالمرج الشرقية من شارع الترعة السلطوحية، والتي تم ضمها بقرار رقم 121 لسنة 2001 على العامل غريب عبد الحميد غريب عطية، تحت رقم وبقرار 181 لسنة 2004، ثم ضمت مرة أخرى بالقرار 60 لسنة 2010 على العامل السيد أحمد السيد طلبة، بعنوان آخر مختلف هو 9 شارع عبد العاطي الراقي من شارع الترعة السلطوحية.
أيضًا هناك زاوية "المصطفى"، والتي ضمت بقرار 118 لسنة 1999 على العامل صبحي أحمد محمد عياد، ثم أعيد ضمها بقرار 67 لسنة 2000 على العامل سيد حمدي عبد البصير، وضمت للمرة الثالثة بالقرار رقم 394 لسنة 2010 على العامل السيد عبد الله محمد السيد، وزاوية "آل البيت"، التي ضمت بالقرار 40 لسنة 2001 على العامل جمال محمد عبد العظيم، ثم ضمت للمرة الثانية بالقرار 394 لسنة 2010 على العامل محمد عبد الهادي عبد العزيز، وزاوية "نور الإسلام"، التي ضمت بالقرار 106 لسنة 2004 على العامل سمير عبد الحليم عيد، وضمت ثانية بالقرار 394 لسنة 2010 على العامل عبد المنعم أنور.
وضرب أمثلة أخرى على مساجد شهدت مخالفات مماثلة، كما حدث بمسجد التقوى بشارع أحمد شهيب بالمرج، حيث ذهب صاحب المسجد ويدعي رشدي مصطفى حبلص إلى مقر الإدارة التي يقع بها المسجد معتقدًا أن المسجد لم يضم، لكنه اتضح أنه تم ضم منذ خمس سنوات دون علمه تمامًا بذلك وهذا مخالف لقوانين الضم.
إلى جانب زاوية الرحمن بشارع السيد عبد الهادي بالمرج وهذا هو عنونها الحقيقي لكنها ضمت مرة ثانية بعنوان معكوس باسم عبد الهادي السيد من شارع محمد إبراهيم بقرارات 154، 216، 419، مؤكدا أنه بالبحث والتحري علم أن القرارات الثلاثة الأخيرة "مزورة وملفقة ومضروبة"، بحسب تعبيره.
وأشار مدير إدارة أوقاف المرج إلى أن هناك 25 زاوية حدثت بها مخالفات، حيث يقوم مدير مديرية الأوقاف بنقل العامل أولا إلى مسجد أو زاوية أخري، على أن بقوم بضمها بعامل جديد دون أن يتسلم عمله، ويتم استبداله بعامل آخر حتى لا ينكشف الأمر، وكل هذا يتم بإشرافه الكامل بمكتبة بالمديرية. وقال إنه "إذا تكلم أحد يكون جزاؤه النقل إلى أبعد الإدارات، عقابًا له".
وأضاف مدير إدارة أوقاف المرج، إنه جرت العادة أن تكتب في قرارات الضم اسم المسجد وعنوانه بالتفصيل كما يأتي من الوزارة، إلا أن مديرية أوقاف القاهرة لا تفعل ذلك بل تكتب أسم العامل والمسجد فحسب واسم الإدارة، كما حدث في قرار 394، حيث كتب ضم "مسجد الرحمن" بمنطقة المرج، متسائلاً: كيف يتم الاكتفاء بذكر اسم المسجد بالرغم من أن هناك مساجد أخرى قد تكون تحمل الاسم ذاته في المنطقة نفسها، فكل إدارة بها أكثر من زاويا ومسجد تسمى الرحمن.
وأشار إلى أن العادة جرت عند ضم أي مسجد أن تنزل لجنة من الوزارة والمديرية ومعها مدير الإدارة وتسمى لجنة ضم المساجد، لكن ما يحدث الآن هو أن القرار يأتي من المديرية بغير بيانات واضحة عن المسجد، وما على مدير الإدارة إلا أن يستقبل القرار دون تعقيب.
وقال إن كل هذا يحدث تحت إشراف كامل من مدير المديرية على لجنة ضم المساجد بالمديرية، إذ أنه يستفيد من ضم المساجد والزوايا، إذ يقول إن العامل الذي يتم تعيينه يدفع 20 ألف جنيه. وذكر على سبيل المثال ما حدث في زاوية "البدر"، التي ضمت بالقرار 105 لسنة 2000 على العامل سعيد السيد سالم خطاب، وبقرار 150 لسنة 2007 علي العامل على سالم عطوة، وبالقرار 394 لسنة 2010 على العامل أمين محمد أمين إبراهيم.
وأوضح الشيخ طريف، أنه تقدم بطلب إلى الشيخ محمد عبد الرحمن للسماح له باستخراج جميع القرارات الإدارية والوزارية صورة طبق الأصل من عام 2000 إلي عام 2011، حتى يتثني له عمل اللازم وإفادة المديرية بالمعينين الجدد وتحديد موقفهم من التعيين ومعرفة المساجد والزوايا التي ضمت من قبل وحتى لا يتم ضمها مرة أخرى بالخطأ.
وقال إنه قدم هذا الطلب بتاريخ 4-7-2011، وقد فوجئ يوم 19-7-2011 بنشوب حريق بعد خروج الموظفين وانتهاء مواعيد العمل الرسمية بالمديرية بحجرة شئون العاملين وقسم التعينات بالمديرية، والمثير في الأمر – كما يقول- أن الحريق لم يدمر سوي دولاب واحد فقط من بين عدد من الدولايب بحجرة رئيس شئون العاملين والمحفوظ بها كل قرارات الضم وبخاصة المزورة منها التي قد تدينه وهو ما يثير الشكوك.
وقال مدير أوقاف المرج، إن أهداف ثورة 25 يناير النبيلة لم تصل بعد إلى وزارة الأوقاف وإن أوقاف القاهرة لا تزال على العهد القديم من رشوة وفساد ومحسوبية ووساطة وحجب للعناصر الجيدة.
وذكر أنه دأب في كل مكان عمل به أن يستقدم أهل بلده "حتى لا ينكشف فساده" فأحدهم مدير لدار السلام والآخر مفتش بإدارة النزهة ويعده الآن مديرا لها وثالث مدير عام للدعوة ثم وكيلا لها حتى أصبحت أوقاف القاهرة هي أوقاف السنبلاوين، على حد تعبيره.
وأضاف إنه قام بتمكين وكيل مديريته من استراحة إمام مسجد أحمد طلعت عندما قدم القاهرة عام 2008 حيث مقر إمام المسجد الذي وافته المنية منذ شهر، وبسبب رعب الأخير لم يستطع الشكوى حتى وفاته، بالإضافة إلى نقل مقر غدارة السيدة زيبن من مكان تأسيسها الأول وهو مسجد الحبيبي الذي ظل سنوات عديدة لأجل تخصيصها لأحد بلدياته- مدير إدارة دار السلام- وتم نقل الإدارة لمسجد الجنيدي.
وكشف أيضا عن انتدابه لأحد بلدياته رضا عبد الحميد البنداري من سنبلاوين ونصبه مفتشا منتدبا في إدارة النزهة وهي من إدارات الكعب العالي ذات الدخل الكبير كما يقول، وأعد له شقة كاملة المرافق فوق مسجد العريفي تم إعدادها في الأساس لإمام المسجد وقد أخذت عنوة، والآن يحجز إدارة النزهة لهذا الشخص أو لأحد بلدياته وهم حديثو الانتداب بالقاهرة، لأنه تيقن سفر مديرها الحالي الشيخ محمد قرني إلى فنزويلا بدءت من شهر رمضان 2011 مع أن هناك من هم من أبناء العاصمة الذين نجحوا في مسابقة مديري الإدارات بقرار وزاري رقم 5263 لسنة 2010.
وأكد أن جميع مديري الإدارات بالقاهرة الـ 27 أغلبهم بدون قرار وزاري انتدبهم الشيخ محمد عبد الرحمن، وطالب مدير إدارة أوقاف المرج كافة الجهات المختصة ووزير الأوقاف بالتحقيق الفوري في الاتهامات المشار إليها ضد مدير مديرية أوقاف القاهرة ووكيل وزارة الأوقاف فيما نسب إليه.

المصدر

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=76819

فضيحة مدير مديرية أوقاف القاهرة بالمستندات والوثائق