رسالة إلى عصام شرف يا د. شرف.. رد للدعاة اعتبارهم

 رسالة إلى عصام شرف يا د. شرف.. رد للدعاة اعتبارهم

بقلم : بسيوني الحلواني
جريدة الجمهورية الجمعة 16/9/2011م
يا د. شرف.. رد للدعاة اعتبارهم!
لو كنت مكان د. محمد عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف لقدمت استقالتي فوراً وعدت إلي الجامعة أولي البيت أو إلي رابطة خريجي الأزهر حيث المرتبات والحوافز والسفريات المجزية. ما دمت عاجزاً عن تلبية مطالب بسيطة ومشروعة للدعاة وخطباء المساجد. وما دام المسئولون في الحكومة يتعاملون معك ومع مطالب دعاة الإسلام - وهم قادة رأي وفكر في المجتمع - بعدم اكثراث أو بمعني أصح بإهمال. لا يليق أن يعامل به دعاة ووعاظ وقادة رأي وفكر لعبوا دوراً كبيراً في إنجاح الثورة والإطاحة بالنظام الفاسد.
نقل لي بعض الدعاة الذين التقوا بالوزير علي مدي الأيام الماضية لعرض مطالبهم شكوي الوزير لهم من إهمال المسئولين في مجلس الوزراء ووزارة المالية لاتصالاته المتكررة. وتهرب وزير المالية من الرد عليه.. وللأسف لم يجد الوزير ما يدافع به عن نفسه وتبرير عجزه عن تلبية مطالب الدعاة سوي الشكوي لهم من إهمال المسئولين في الحكومة وعدم الرد علي اتصالاته "!!" وهو عذر أقبح من ذنب. وسلوك يسيء للوزير شخصياً. وكان ينبغي أن يكون له رد فعل يحفظ له وللدعاة كرامتهم ولا يشعرهم بالإهانة.
سألت بعض الدعاة عن مطالبهم فوجدتها بسيطة ومتواضعة ويمكن التحاور معهم حولها وتلبية المتاح منها الآن وجدولة البعض الآخر. وهي بالمناسبة لا ترقي إلي مطالب الفئات الكثيرة التي استجابت الحكومة لابتزازها.. والدعاة عقلاء وأصحاب رسالة ويقدرون مسئوليتهم في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وستكون لديهم مرونة وعندهم استعداد للتفاهم لو شعروا بالتقدير الأدبي أولاً.. أما إهمالهم وعدم الاكتراث بهم من مجلس الوزراء أو وزير المالية وعدم قدرة وزيرهم علي حسم أمر من الأمور. فهذا ما يستفزهم ويدفعهم للتظاهر والاحتجاج والغضب مع أنهم يدركون جيداً أن كل ذلك لا يليق بهم. فمن يقف علي منبر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ليقول للناس: هذا حلال وذاك حرام. وهذا يصح وذاك لا يصح أدباً وخلقاً. لا يليق أن يقف علي رصيف ويردد عبارات شجب وإدانة ويشكو لعامة الناس سوء تعامل الحكومة معه.
ہہہ
لابد أن نعترف - بكل شجاعة - بأن دخل خطيب المسجد لا يساوي دخل "ساعي" في هيئة البريد وليس في بنك من البنوك. وبما أن مكانة الداعية ورسالته وصورته بين الناس تمنعه من ممارسة أي عمل إضافي يحسن به دخله. فيجب علي الحكومة أن توفر له مقومات الحياة الكريمة حتي ترتقي بصورته بين الناس وتدفعه إلي إجادة عمله. وهو عمل مهم ومطلوب الآن أكثر من أي وقت مضي. فالمجتمع في حاجة ماسة الآن إلي قادة رأي وموجهين عقلاء يقودون الشعب إلي السلوك الراقي والتصرف الحضاري ومواجهة كل صور البلطجة والخروج علي القانون والآداب والأخلاقيات الفاضلة التي تعلمنا إياها من ديننا الحنيف والتي توارثها المصريون منذ دخول الإسلام هذا الوطن.. والدعاة وخطباء المساجد قادرون علي القيام بهذا الدور وأداء هذه الرسالة بإتقان لو أرحناهم نفسياً أولاً.. ثم مادياً ثانياً.
الدعاة وخطباء المساجد هم أكثر من يقدرون الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد سياسياً واقتصادياً وأمنياً.. هم يحملون في قلوبهم رحمة بأهل هذا البلد. ومستعدون للتضحية من أجل وطنهم.. وكل هذا يمكن أن يتحقق لو وجدوا وزيراً يقدرهم ويعرف كيف يتحاور معهم ويلبي لهم ما يستطيع هو من مطالبهم بعيداً عن الشللية التي تهوي الوقيعة وتصفية الحسابات داخل وزارة الأوقاف.
الدعاة وخطباء المساجد يريدون أن ينعموا بحياة الحرية التي تعيشها البلاد بعيداً عن سطوة وألاعيب المسئولين "الفلول المتلونين" الجاثمين علي نفوسهم والذين عملوا من قبل لصالح الحزب الوطني. والآن ينافقون الثوار دون خجل!!
الدعاة وخطباء المساجد يريدون تقديراً أدبياً من الدولة يتمثل في اهتمام كبار المسئولين بهم والتحاور معهم والاستجابة للمتاح والممكن من مطالبهم. ومعظم مطالبهم متاحة وممكنة.. ولا أدري ما الذي سيضير الدولة والوزير من تلبية أهم مطلب للدعاة منذ سنوات وهو إنشاء نقابة يلتقون فيها ويختارون لهم بالانتخاب الحر نقيباً يعبر عن مطالبهم وحقوقهم المشروعة حتي لا يظلوا إلي الأبد أسري وزير يُفرض عليهم. قد تحسن الدولة اختياره مرة وتسيء الاختيار عدة مرات؟!
ہہہ
يادكتور شرف: أرجوك تدخل شخصياً وأشعر الدعاة وخطباء المساجد بأهميتهم ورد لهم اعتبارهم وانقذهم من الإحباط الذي يفرضه عليهم وزيرهم الذي يكتفي بالشكوي من إهمال المسئولين له ولمطالب الدعاة.
يادكتور شرف: البلاد في أمس الحاجة الآن إلي دعاة وخطباء مساجد مستنيرين يعملون بحماس ولديهم غيرة علي الدين والوطن خاصة في ظل تنامي التيارات الدينية الوافدة والتي تستهدف عقول المصريين الذين عرفوا بالتسامح والرحمة والعفو عند المقدرة.
ياد. شرف: مطالب الدعاة وخطباء المساجد المشروعة لا تكلف خزينة الدولة الكثير. ويمكن تدبير جزء منها من حقوقهم المشروعة في موارد الأوقاف دون عدوان علي هذه الأموال المحرمة علي الحكومة.
ياد. شرف: حل مشاكل العاملين في الأوقاف من دعاة وإداريين وغيرهم يحتاج إلي حسن تدبير وحسن قيادة وحكمة في التصرف مع الغاضبين والثائرين.. وعندئذ ستحل جميع المشكلات وتهدأ كل النفوس. وينصرف الجميع لأداء أعمالهم وواجباتهم.
دعاة مصر ينتظرونك بكل ود ومحبة وعقول مستنيرة للحوار.. ياد. شرف.

رسالة إلى عصام شرف يا د. شرف.. رد للدعاة اعتبارهم